مسيو أزنافور هو تكريم سينمائي لأحد أيقونات الغناء الفرنسي، شارل أزنافور. من إخراج مهدي إيدير المعروف بعمله في فيلم "المرضى" و" غراند كور مالاد" الذي تألق في فيلم "لا في سكولير"، هذا الفيلم الذي يتناول السيرة الذاتية الموسيقية من بطولة طاهر رحيم في دور البطولة. صُوِّر الفيلم في مواقع تصوير في فرنسا وأرمينيا وأماكن رمزية أخرى في حياة المغني، ويعد الفيلم بإغراق المشاهدين في قلب خمسينيات القرن الماضي، عندما بدأ أزنافور في نسج ذخيرته الأسطورية.
سيُعرض فيلم Monsieur Aznavour في دور السينما ابتداءً من 23 أكتوبر 2024.
الملخص: كان ابن لاجئين، صغير الحجم، فقيراً، فقيراً، ذا صوت محجوب، قيل إنه لم يكن لديه ما ينجح فيه. وبفضل العمل الجاد والمثابرة والإرادة الاستثنائية، أصبح شارل أزنافور صرحًا من صروح الغناء ورمزًا للثقافة الفرنسية. وقد ألهم أجيالاً بأكملها من خلال ما يقرب من 1,200 أغنية أداها في جميع أنحاء العالم وبكل اللغات. اكتشف المسيرة الاستثنائية والخالدة لمونسيور أزنافور.
مسيو أزنافور هو فيلم سيرة ذاتية طموح يغرقنا في حياة واحدة من أكثر الشخصيات رمزية في الغناء الفرنسي. يتميز الفيلم الذي تم إخراجه بعناية خاصة بثرائه العاطفي وإخراجه الفني الدقيق وأدائه التمثيلي الذي لا يُنسى، خاصةً أداء طاهر رحيم في دور البطولة. في حين أن بعض المشاهدين قد ينفرون من الخيارات السردية غير التقليدية، إلا أن الفيلم يقدم نظرة صادقة ومؤثرة على مسار فنان ممزق بين حياته المهنية وحياته الشخصية.
منذ المشاهد الأولى، يتميز فيلم Monsieur Aznavour بإخراجه الجريء الذي يلعب بمهارة على اللقطات المتتابعة واللقطات المتتابعة ليغمر المشاهد في عالم الفنان الحميم. أحد أكثر اللقطات اللافتة للنظر في الفيلم هو ذلك الذي تم تصويره في قصر الحمراء أثناء أداء أغنية "Je me voyais déjà ". تتبع الكاميرا تشارلز من وراء الكواليس إلى المسرح في حركة سلسة ومتواصلة، وتلتقط كل فارق بسيط من قلقه قبل أدائه. يستمر التسلسل بينما تتحرك الكاميرا من حوله، ملتقطةً وجهه المتوتر ولكن المصمم في الوقت نفسه والمتفرجين في القاعة والشرفة. يمنح هذا الأسلوب المشهد كثافة ملموسة تقريبًا، مما يرمز إلى الضغط الشديد الذي يشعر به أزنافور في هذه اللحظة الحاسمة من حياته المهنية.
يصل التسلسل إلى ذروته في خاتمة مؤثرة: يُسدل الستار، ومن خلف الكواليس نسمع صوت طي المقاعد بينما يرتفع الجمهور إلى تصفيق حار. يتردد أزنافور في الانحناء ظناً منه أن القاعة ستكون فارغة. لحظة الشك هذه، التي يؤديها رحيم بإتقان، تتلاشى في النهاية عندما يُفتح الستار على جمهور مبتهج. يعد هذا المشهد نموذجًا للتوازن بين التوتر والانفراج العاطفي الذي يضخمه الإخراج الفني المتقن الذي يترك انطباعًا دائمًا لدى المتفرج.
ومع ذلك، فإن القلب الحقيقي للفيلم يكمن في أداء طاهر رحيم. فقد اشتهر رحيم بأدائه القوي والدقيق في أفلام مثل "المغني " و" ديزيني كوبابل"، وهو معروف بأدائه المكثف والدقيق في أفلام مثل "أون بروفيت " و" ديزيني كوبابل"، وهو هنا يواجه التحدي المتمثل في تجسيد شخصية أسطورية مثل شارل أزنافور دون الوقوع في التقليد أو الكاريكاتير. أداؤه بارع للغاية، حيث يجسد إيماءات المغني الرقيقة وطريقة حديثه المميزة بدقة تقترب من الكمال.
يتمكن رحيم من جعل هشاشة أزنافور الداخلية ملموسة بينما يجسد قوته الهادئة وإصراره على تحقيق حلمه، وغالبًا ما يكون ذلك على حساب أقرب الناس إليه. تبدو كل نظرة وكل إيماءة مشبعة بعمق داخلي، وهذا الأداء متعدد الأبعاد يمنح الفيلم ثراءً عاطفيًا لا يمكن إنكاره. سيجد الجمهور المطلع على أدوار رحيم السابقة هنا قدرته الفريدة على تجسيد شخصيات ذات تعقيدات نفسية كبيرة مع إضفاء حساسية لا تُنكر.
يقوم الفيلم بأكثر من مجرد رسم أزنافور في صورة مجيدة. كما أنه يستكشف بحدة التضحيات الشخصية التي ميزت مسيرته المهنية. وسرعان ما يثبت الفيلم أن تشارلز لم يكن وحيدًا أبدًا كما كان في أوج شهرته. وتبقى شقيقته هي كاتم أسراره الوحيدة، في حين أن أولاده وزوجاته يأخذون مقعدًا خلفيًا ويضحون به على مذبح حياته المهنية. هذه الصورة لرجل معزول على الرغم من نجاحه تكون مؤثرة بشكل خاص في أكثر اللحظات إيلامًا، مثل عندما يختار الصعود على خشبة المسرح في الأولمبيا في مساء جنازة ابنه. يوضح هذا الخيار السردي القوي عدم قدرة أزنافور على التوفيق بين حياته الشخصية وطموحه الذي يستغرقه كل شيء، وهو موضوع سيتردد صداه بعمق مع الجمهور الحساس للدراما الإنسانية المعقدة.
يستمر هذا التوتر بين المهنة والعائلة طوال الفيلم. فمنذ أيامه الأولى في الكباريهات، اختار أزنافور أن يترك زوجته الأولى وابنته ليتفرغ تمامًا للموسيقى. هذه التضحية، التي ترمز إلى الفنان المستعد لفعل أي شيء من أجل النجاح، هي الخيط المشترك الذي يمر عبر الفيلم. سيرى المشاهدون رجلًا مستعدًا لحرق كل جسوره للوصول إلى القمة، وهو جانب من جوانب شخصيته التي يتم تصويرها بنوع من القدرية، ولكن دون إصدار أحكام مسبقة.
من أبرز ما يميز الفيلم أيضًا هو التكريم الذي يحظى به الغناء الفرنسي، ليس فقط من خلال مسيرة أزنافور المهنية، ولكن أيضًا من خلال الشخصيات الموسيقية الأخرى التي طبعت تاريخها. حيث يظهر في الفيلم كل من إديث بياف وشارل ترينيه وجيلبرت بيكود وحتى جوني هالاي الشاب (الذي يغني أغنية "Retiens la nuit " وهي أغنية من تأليف أزنافور) في ظهور لا يُنسى. تأخذ هذه اللحظات الجمهور في رحلة عبر تاريخ الموسيقى الفرنسية، مع تسليط الضوء على تأثير أزنافور على معاصريه والأجيال اللاحقة.
يعد المشهد الذي يغني فيه أزنافور وهاليداي دويتو أحد أبرز مشاهد الفيلم، حيث يجسد انتقال الشعلة بين أسطورتين من أساطير الغناء. وعلى نحو مماثل، تضيف التفاعلات بين أزنافور وبياف التي لعبت دورها ماري جولي بوب ببراعة ملحوظة بعدًا حميميًا وعاطفيًا للحبكة. وقد شجعته بياف، وهي شخصية حارسة لأزنافور، على مواصلة مسيرته المهنية المنفردة، على الرغم من العقبات.
أحد أكثر جوانب الفيلم إثارة للاهتمام هو بلا شك استكشاف الثنائي أزنافور-روش. اتسمت الأيام الأولى لأزنافور كمغني كباريهات يتنقل بين عروض التعري بصداقة قوية مع بيير روش. وسرعان ما حقق هذا الثنائي الموسيقي، الذي وُلد من خطأ في البرمجة، نجاحًا سريعًا، ويرجع الفضل في ذلك جزئيًا إلى مهارات أزنافور التفاوضية الحاذقة، حيث عرفا كيف يستثمران موهبتهما. قاما معاً بجولة مع بياف وتمكنا من صنع اسم لهما في كندا، حيث حققا بعض النجاح.
إلا أن العلاقة انتهت عندما نصحت بياف أزنافور بأن يمضي قدمًا بمفرده. تُصوَّر لحظة القطيعة هذه بعاطفة مقيدة، مما يوضح إلى أي مدى يتعين على أزنافور اتخاذ خيارات مفجعة من أجل المضي قدمًا. هذه المعضلة بين الرفقة والطموح هي إحدى ثيمات الفيلم المتكررة، والتي تُظهر أن أزنافور لكي يحقق النجاح لا يجب أن يضحي بعائلته فحسب، بل بأقرب المتعاونين معه أيضًا.
من وجهة نظر سردية، يختار الفيلم بنية فسيفسائية تربط بين اللحظات الرئيسية في حياة أزنافور بدلًا من التسلسل الزمني الخطي. قد يربك هذا الخيار بعض المشاهدين الذين يفضلون تراكمًا تقليديًا للتوتر. ومع ذلك، فإن هذا الهيكل يجعل من الممكن تسليط الضوء على الحلقات المهمة بشكل خاص، دون التورط في إعادة بناء شاملة لحياة المغني. هذه المقاربة تجعل الفيلم أكثر حميمية وشمولية في آنٍ واحد، مع التركيز على اللحظات الحاسمة التي شكلت الرجل والفنان.
في النهاية، فيلم "مسيو أزنافور " هو فيلم يتألق برقته وأدائه التمثيلي وإشادته الصادقة بتراث أزنافور الثقافي. يقدم طاهر رحيم أداءً استثنائيًا، حيث يجسد هشاشة وقوة رجل يبحث دائمًا عن التقدير. ويتميز الإنتاج بالبراعة الفنية واللقطات المتتابعة الجريئة التي تتسم بالبراعة الفنية والجرأة في التصوير، ويقدم ببراعة هذا الاستكشاف الحميم لشخصية أسطورية.
قد يصاب أولئك الذين يتوقعون إعادة بناء شاملة لحياة أزنافور بخيبة أمل طفيفة بسبب الشكل غير الخطي للفيلم، لكنهم سيجدون مع ذلك غوصًا عميقًا في نفسية الفنان. سوف يسعد محبو أفلام السيرة الذاتية الإنسانية والدقيقة بهذا العمل الذي يُظهر، بعيدًا عن الأسطورة، رجلًا مستعدًا للتضحية بكل شيء لتحقيق أحلامه. إنه تحية نابضة بالحياة ومؤثرة للإنشاد الفرنسي، ولكن أيضًا إلى تعقيدات حياة الفنان، حيث غالبًا ما يخفي الانتصار العلني جروحًا عميقة.
إصدارات السينما لشهر أكتوبر 2024: الأفلام والأوقات القريبة منك
تعرّف على جميع الأفلام التي ستُعرض في دور السينما في أكتوبر 2024، مع تحديد الأوقات القريبة منك. لا تفوّت أي عرض سينمائي! [اقرأ المزيد]السينما: الأعمال الدرامية وأفلام الإثارة التي تُعرض حالياً في دور السينما وقريباً
الدراما نوع شائع بين عشاق الأفلام، وهناك الكثير من الأفلام التي تمثله في دور السينما. إذا لم تكن متأكداً مما تختاره لليلة السينما، فلدينا بعض العناوين التي ننصحك بها. اتبع الدليل! [اقرأ المزيد]السينما: تعرف على الأفلام العائلية التي تُعرض بالقرب منك في الوقت الحالي
هل تريد اصطحاب جميع أفراد العائلة إلى السينما، ولكنك سئمت من أفلام الأطفال؟ تحقق من مجموعتنا المختارة من الأفلام الروائية الطويلة لجميع الأعمار. سيحبها الأطفال والآباء والأمهات وحتى الأجداد! [اقرأ المزيد]