144 شارع مونمارتر في باريس له واجهة غارقة في التاريخ. فقد كان في يوم من الأيام المقر الرئيسي لمجلة "جورنال دو سوار - لا فرانس" التي أسسها آرثر دي لا جيرونير عام 1862 واشتراها إميل دي جيراردان المؤسس السابق لوكالة الأنباء الفرنسية عام 1874. لا يزال اسم "لا فرانس" منقوشاً على واجهة المبنى، مما يدل على أهمية الصحافة في هذه المنطقة التاريخية.
كانت هذه المنطقة الواقعة بين ريومور وأوبيرا والتي تُعرف باسم جمهورية الهلال، هي منطقة الصحافة الباريسية منذ نهاية القرن التاسع عشر. كانت الصحف الكبرى مثل Le Temps وL'Humanité وParis Soir وParis Soir كلها كانت تصدر هنا.
في 142-140 شارع مونمارتر، شُيّد المبنى الذي كان يضم مقر صحيفة "لا فرانس" في عام 1885 على يد فرديناند بال في موقعمقبرة سان جوزيف السابقة، حيث دُفن موليير وملازم الشرطة نيكولا دي لا ريني. كان هناك سوق متخصص في بيع المواد الغذائية، مارشيه سان جوزيف، كان يعمل هنا من 1806 إلى 1882.
ويتميز هذا المبنى الرائع بمجموعة رمزية مهيبة من تصميم النحات لويس ألكسندر لوفيفر ديسلونشان. يحمل اثنان من هيراكليس بقايا أسد نيميا.
وفي الطابق الأول توجد في الشرفة تمثالان من تصميمإرنست أوجين هيول يرمزان إلى الصحافة والطباعة.
وفي زاوية المبنى توجد صحيفة ملفوفة وعملة معدنية من فئة 10 سنت تمثل ابتكار إميل دي جيراردان، الصحفي والسياسي. في عام 1836، أطلق جريدة "La Presse" بصيغة مبتكرة. فقد تمكن من تخفيض سعر الصحيفة إلى النصف من خلال الإعلانات وبيعها بشكل فردي في أكشاك بيع الصحف أو بالمزاد العلني بدلاً من بيعها بالاشتراك.
استقطبت "لا فرانس"، التي كانت تباع بـ10 سنتيمات، جمهور القراء الشعبي، وتضمنت مسلسلات لكتاب مشهورين مثل سو وهوغو وساند ونيرفال ودوماس. وتحت رئاسة تحرير إميل دي جيراردان، اكتسبت الصحيفة سمعة سيئة بسبب افتتاحياتها ومراجعاتها الصحفية وأخبارها.
وشغلت عدة صحف أخرى المبنى الواقع في 144 شارع مونمارتر، بما في ذلك لو راديكال ولوروا ولوروا ولونيفر ولوجوكي ولا باتري ولا بريس. كما كانت مطبعة بول دوبونت تعمل هناك حتى عام 1914.
في عام 1898، كتب الكاتب والصحفي إميل زولا مقاله الشهير "J'accuse!" الذي أدان فيه الظلم الذي وقع في قضية دريفوس في مكاتب تحرير لوروا. كان للمقال تأثير كبير في فرنسا وخارجها، مما أدى إلى زيادة توزيع صحيفة لارور من 30,000 إلى 300,000.
تُعد زيارة 144 شارع مونمارتر شاهدًا حقيقيًا على تاريخ الصحافة في باريس، بدءًا من إنشاء صحيفة "لا فرانس " إلى الحدث التاريخي لقضية دريفوس. تعيدك الزيارة إلى حقبة ماضية وتمنحك فهماً أفضل لأهمية الصحافة في المجتمع الفرنسي.
الأسعار
حر
العمر الموصى به
للجميع