تم الإعلان عن جائزة غونكور المرموقة لعام 2024! وقد مُنحت الجائزة للكاتب والصحفي كامل داود عن كتابه "حوريس". وتسلم المؤلف، الذي فاز بالجائزة عن روايته الثالثة، الجائزة في حفل أقيم في مطعم دروانت الباريسي الشهير في الدائرة الثانية بالعاصمة. وتتميز رواية "حوريس " بمضمونها المحظور في الجزائر لأنها تستحضر الحرب الأهلية بين عامي 1992 و2022. ترصد هذه الرواية تكريس رواية "فيلير سور إيل " لجون بابتيست أندريا في عام 2023، على خلفية الانشقاق الداخلي داخل لجنة تحكيم غونكور.
تغوص حوريس بالقراء في تفاصيل رعب مجازر"العشرية السوداء" في الجزائر. تتمحور القصة حول أوبي، وهي فتاة صغيرة خرساء بعد محاولة فاشلة لقطع رقبتها وهي في سن الخامسة من عمرها. يوضح فيليب كلوديل، رئيس دار غونكور، أن الرواية التي نشرتها دار غاليمار"تعطي صوتاً للمعاناة المرتبطة بفترة مظلمة في الجزائر، معاناة المرأة على وجه الخصوص". ويتابع قائلاً:"تُظهر هذه الرواية كيف أن الأدب، بحريته في معاينة الواقع وكثافته العاطفية، يتتبع مساراً آخر للذاكرة إلى جانب السرد التاريخي لشعب ما".
لا تقل مسيرة كمال داود المهنية روعة عن كتاباته، وقد اشتهر بأسلوبه اللاذع وتحليله الدقيق للمجتمع الجزائري. وُلد في عام 1970 في مستغانم، وذاع صيته لأول مرة كصحفي في جريدة "لو كوتيديان دوران"، حيث تميز بأعمدته النقدية الملتزمة. نشرت روايته الأولى " مورسو، ضد الاستجواب" في عام 2013، وهي تستعيد عالم رواية "الأجنبى"لألبير كامو، وقد فازت بالعديد من الجوائز لجرأتها الأدبية وتأملها في الهوية وذاكرة ما بعد الاستعمار. واصل كامل داوود، وهو كاتب غزير الإنتاج، استكشاف قضايا الدين والثقافة والسياسة في مقالاته ورواياته، واستقطب جمهوراً عالمياً واسعاً.
يأتي هذا التكريم إضافة إلى جائزتها للعلمانية التي فازت بها في عام 2020. كل ما عليك فعله الآن هو اقتناء الرواية من أي مكتبة جيدة!