هل تعرف السر وراء المساحات الخضراء التي تغلف الآن محطة تويلري في مترو باريس؟ منذ صيف عام 2023، أصبحت محطة الخط الأول هذه مكاناً لمعرض فني فريد من نوعه، حيث تسود النباتات. هذا التحول هو من عمل سيبريان شابيرت، وهو فنان مشهور بقدرته على دمج الفن بالطبيعة. مشروعه المسمى"Échappée" هو تكريم نابض بالحياة لحديقة التويلري التي تقع كما قد تتوقع فوق المحطة مباشرةً.
هذه المبادرة هي جزء من مشروع طموح من قبل شركة RATP لتجميل الحياة اليومية للركاب من خلال دمج الفن والثقافة في شبكة العاصمة. لوحة "Échappée" لشابير عبارة عن سلسلة من 11 لوحة مستوحاة من علم النبات. وهي تجمع بين الخيال والدقة العلمية، وتوفر مهرباً شاعرياً من بيئة المترو التي غالباً ما تكون متقشفة.
ولكن لماذا اللون الأخضر تحديداً؟ إنه ليس اختياراً تافهاً. فبالإضافة إلى وظيفته التزيينية، يستحضر اللون الأخضر الطبيعة وله تأثير مهدئ معترف به يتناقض مع الوتيرة المحمومة للحياة الحضرية. ومن خلال اختيار هذه اللوحة، يخلق سيبريان شابيرت رابطًا بصريًا وعاطفيًا مع حديقة التويلري، مما يوفر لمستخدمي المترو جزءًا من الطبيعة في قلب العاصمة.
وُلد شابير عام 1976 وتدرّب في الفنون الجميلة في باريس، ويستكشف في أعماله العلاقة بين الإنسان والطبيعة، مستخدماً مجموعة متنوعة من الوسائط بما في ذلك الرسم واللوحات الجدارية والنحت. تدعو أعماله المشاهدين للتفكير في أهمية النباتات في حياتنا وفي المساحات الحضرية.
هذا النهج الفني هو جزء من تقليد يعود إلى قرن من الزمن، حيث يلتقي الفن مع النقل. تعتبر باريس، بشبكة المترو الخاصة بها، رائدة في دمج الفن في الأماكن العامة. ومن الأمثلة البليغة على هذه الرغبة في جعل الفن في متناول الجميع أعمال مثل مداخل الفن الحديث الشهيرة التي صممهاهيكتور غيمار أو محطة الفنون والمتاحف التي تحولت إلى غواصة أو "فوا لاكتو" في سان لازار، وهي أمثلة بليغة على هذه الرغبة في جعل الفن في متناول الجميع.
تدعو محطة تويلري، بوجهها غير العادي وغير النمطي، الركاب لأخذ استراحة تأملية ولحظة إلهام فنية ونباتية. بالإضافة إلى تزيين المحطة، يعمل هذا المشروع على زيادة الوعي بأهمية الفن والطبيعة في حياتنا اليومية. من خلال ركوب الخط رقم 1، نحن مدعوون للاستمتاع بتجربة فريدة يصبح فيها المترو مكاناً للتبادل الثقافي ومساحة للتفكير في علاقتنا بالبيئة.
الأسعار
مجاني